سببان فقط للسعادة .. وسبب واحد للحزن ... "لازم تقراه"

يمكن تستغرب لو قريت العنوان ... كل أسباب السعادة بقوا سببين بس .. وكل أسباب الحزن سبب واحد .. أكيد هتقول ازاي ؟!! ..

الأول .. يعني ايه سعادة ؟! .. لا يمكن تكون السعادة فلوس أو منصب أو عيشة كويسة .. أبدا .. بدليل ان فيه ناس كتير أغنياء جدا ومكانتهم كويسة جدا ومش مبسوطين .. بجد السعادة الحقيقية هي .. الرضا .. الرضا عن اللي انت فيه .. عن مستواك وعيشتك وحياتك كلها .. لكن ازاي ده كله في سببين اتنين ؟!..

ربنا سبحانه وتعالي بيقول " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة " .. يبقه السببين " الإيمان .. والعمل الصالح "..

نتكلم عن الإيمان كسبب من أسباب السعادة ...

الإيمان ده هو الحاجة الوحيدة اللي ممكن تغير حياتك للأحسن .. هو اللي ممكن يخليك تعيش حياة كلها سعادة ورضا .. من الإيمان " أن تؤمن بالله " إله عظيم .. حكيم .. عليم .. يقدّر الخير .. ولا يظلم الناس " إن الله لا يظلم الناس شيئا " .. فقد حرم سبحانه الظلم على نفسه .. وأكيد أكبر خير ربنا قدّره لك انك تكون مسلم ... ياااه .. نعمة كبيرة اوي من ربنا تسعدك طول حياتك ... انت لازم تفرح بإسلامك ..

تفرح ان ربنا اختارك من بين ملايين البشر وبقيت مسلم .. تخيل كام مليون عايش في ظلام الدنيا .. وتخبط الفكر .. حياته ملهاش معنى ولا هدف ... كفاية ان ربنا يقول " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " .. كفاية ان ربنا رضي لنا الإسلام أكيد نرضى ونفرح بيه أوي ...

ومن الإيمان " أن تؤمن بالقدر خيره وشره " .. ولازم تعرف ان قضاء الله كله خير .. مهما كان ظاهر قدامك انه مش خير .. " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " .. علشان كده خير أو شر دي بالنسبة للقضاء والقدر حاجة من وجهة نظرنا ... لاننا بنبص تحت رجلينا بس .. بنعتبر كل قضاء خير أو شر دلوأتي ومبنسألش نفسنا لو اللي احنا عايزينه حصل ... كان ايه اللي هيحصل ..

وكلنا عارفين قصة سيدنا موسى مع الخضر إزاي كان ظاهر كل الأشياء الشر .. لكن كانت كلها خير .. يبقه الإيمان بالقضاء والقدر هو اللي هيخلّينا نعتقد أن قضاء ربنا كله خير .. ونرضى بيه .. " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ".. وأكيد حصل حاجات في حياتك .. اعتبرتها شر لحظة وقوعها وبعدين لما فكرت فيها بعدين ... لقيت إنها كانت خير وكان الخير إنها تحصل بالظبط زي ما حصلت ..

الإيمان ده هو اللي هيخلّيك تحسن الظن بالله تعالى .. " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء " .. أكيد هتظن بالله خير ..

الإيمان ده هو اللي هيخلّيك متأكد ان حياتك متنفعش من غير حزن .. " لقد خلقنا الإنسان في كبد " و " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه " و " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم " ... بس أكيد هيجي وقت يخلص فيه الحزن ده ... تعرف امته ؟ .. حين يقال " وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " .. في الجنة إن شاء الله .. بس هنا في الدنيا لازم نصبر علشان " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ..

الإيمان ده هو اللي هيخلّيك واثق " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط " .. والإيمان هو اللي هيعلمك الصبر والتوكل والرجاء والتضرع والإفتقار والذل والخضوع لله إذا حصل لك حاجة تكرهها .. وكمان هيعلمك الرضا عن الله سبحانه وتعالى علشان يرضى عنك .. " رضي الله عنهم ورضوا عنه " ..

نتكلم عن العمل الصالح كسبب من أسباب السعادة ... العمل الصالح هو اللي هيخلّيك مصدر خير للناس على اد ما تقدر .. تعيش بروح تشع للناس الضوء والخير والحب والحب والعطف والبر والإنسانية ... وعندك ثقة أن ربنا أعلم بكل حاجة حلوة بتعملها للناس وأكيد هيجازيك عليها " وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم " و " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا " ...

متخيل ان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول " ولئن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا - مسجد المدينة - شهرا " ... اد كده حاجة كبيرة أوي في ديننا .. انك تعمل الخير وتساعد الناس وزي ما كلنا عارفين حين ترسم البسمة على وجوه الآخرين ستجد السعادة في قلبك ...

لازم تعرف ان الحياة فن ... وعمرك الحقيقي هو سعادتك وراحة بالك .. فأملأ حياتك بالحب والخير .. وخلّي في اعتقادك انك مخلوق لأهداف كبيرة وقيم سامية .. وخلّي عندك همة عالية .. وسعادتك انك تتواضع أكتر وترحم أكتر كل ما يزيد علمك وتزيد قيمتك ويزيد الخير اللي بتقدمه للناس ..

ياااااه ... الكلام عن السعادة جميل .. وبجد أن طولت فيه لأن ده هدفي من الموضوع .. سعادتك وراحة بالك ..

لكن لازم نتكلم عن الجزء التاني في الموضوع .. الشقاء والحزن .. الكلمتين اللي عمرهم ما كانوا من اسلامنا اللي فيه سعادة البشر " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " .. بجد الاسلام دين فطرة .. دين سعادة .. دين للروح والجسد .. دين للدنيا والآخرة .. يبقه كل الشقاء والحزن في البعد عن روح الإسلام وتعاليمه ... لازم يكون في اعتقادك ان الدنيا ولا حاجة ..

ومن تفاهتها انها تعطى للكافر ويحرمها المؤمن .. " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " وبجد اللي يحزن على الدنيا ومتاعها وميحزنش لو يوم نقص إيمانه أو قصّر في طاعة ربنا .. أكيد هيعرف انه كان تافه " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار " ..

تخيل ان قلة توفيقك وفساد رأيك وفساد قلبك وتضييع وقتك .. واحساسك بالوحشة مع ربنا سبحانه وتعالى وبعد الناس عنك .. وضيقك لما تحس ان مفيش بركة في وقتك ولا رزقك ولا عمرك .. وكمان حرمان علم بتتعلمه او ابتلاء بقرناء سوء أو طول همك وغمك .. ده كله بسبب المعصية والغفلة عن ذكر الله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " ... وده السبب الوحيد للحزن والشقاء ..

أخيرا .. ثق بالله .. وارض عنه .. وعش سليم القلب .. نقي النفس .. سببا للحب والخير والبر .. تحيا حياة طيبة .. لا يشوب سعادتها حزن

مشكور دكتور احمد موضوع رائع

» ياللا نفهم حديث " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي .... " مع بعض
» صلاح صلاتك .. وسائر أعمالك .. وفوزك في الآخرة "بإذن الله" ..هنا
» أنشودة " قل للطبيب " دعوة للتأمل